آخر الاخبار

وداعاً .. حسن عبدالرسول

%d8%ad%d8%b3%d9%86-%d8%b9%d8%a8%d8%af%d8%a7%d9%84%d8%b1%d8%b3%d9%88%d9%84

قليلون هم الفنانون الذين يتركون بصمة متميزة في النفوس من خلال الأدوار الثانية، حيث المساحة في المشهد ضئيلة أمام طغيان صورة النجم الأول!

غير أن الفنان حسن عبدالرسول، الذي غيّبه الموت صباح أمس عن عمر يناهز الـ 68 عاما بعد صراع غير قصير مع المرض، هو واحد من هؤلاء القلائل الذين تمكنوا من شق طريقهم نحو الظهور والضوء والشهرة، مستعيناً بموهبته العميقة، والتزامه بفنه، وإخلاصه للإبداع وحده.

فقد استطاع الفنان الراحل أن يفرض لنفسه مساحة خاصة في القلوب والأذهان برغم النجومية الطاغية لمن جاوروه في الأعمال الفنية، من رفيق الدرب الفنان الكبير عبدالحسين عبدالرضا الذي بدأ معه رحلته بداية من «درب الزلق»، وحتى كبار النجوم في أعمال كان فيها حضور عبدالرسول أشبه بالتميمة التي تمنح العمل حميمية أكبر مع المشاهد.

ووفقا لرواية ابنته زينب لـ «الراي»، فقد تعرض الفنان القدير حسن عبدالرسول لهبوط حاد مفاجئ في الضغط صباح أمس في مستشفى مبارك التي يرقد بها منذ أشهر، مما تسبب في جلطة في الدماغ أدت إلى وفاته حيث انتقل إلى جوار ربه. وقالت زينب إن والدها سوف يوارى الثرى لاحقاً في النجف الأشرف بالعراق تنفيذا لوصيته.

والفنان القدير حسن عبد الرسول من مواليد الثاني من أكتوبر العام 1948، وبدأ رحلته الفنية في منتصف سبعينات القرن الفائت وتحديداً العام 1974 من خلال مسلسل «درب الزلق» مع الفنان القدير عبدالحسين عبدالرضا وسعد الفرج والراحلين خالد النفيسي وعلي المفيدي، ثم توالت الأعمال الدرامية في «الأقدار»، «العتاوية»، «درس خصوصي»، «دلق سهيل»، «اثنان على الطريق»، «سوق المقاصيص»، «لعبة القدر»، «العضب»، «الحريم»، حتى لعب أحد أبرز أدواره من خلال شخصية فوزي التي جسدها في مسلسل «الحيالة» وهو الدور الذي حقق له شهرة واسعة، وبعده قدم العديد من الأدوار المميزة في «حبل المودة»، «لاهوب»، «عيون الحب»، «التنديل»، «عمر الشقا»، «الظل الأبيض»، «أيام الفرج»، «البلشتي»، وكان آخر ظهور درامي له من خلال مسلسل «المنقسي» التراثي مع الفنان أحمد جوهر.

ومن أشهر مسرحيات الراحل «ضحية بيت العز»، «فرسان المناخ»، «سيف العرب»، «علاء الدين» «استجواب»، «جنون البشر»، «مراهق في الخمسين» وأوبريت «بساط الفقر»، وآخرها كان في «قناص خيطان».

علاقة خاصة جمعت بين الفنان الراحل وبين الفنان الكبير عبدالحسين عبدالرضا، حيث ظل «بوعدنان» يحرص على زيارته في المستشفى خلال محنة مرضه من وقت إلى آخر والاطمئنان عليه، وكان عبدالرسول يبرر قلة أعماله ومشاركته فقط في أعمال عبدالحسين عبدالرضا باقتناعه بأنه في النهاية لا يرغب في العمل إلا مع بوعدنان فقط، لأنه بدأ العمل معه. وقال: «إن هناك أعمالاً كثيرة تُعرض عليّ لكني اختار ما يجذبني، وهي قليلة مثل مسلسل (عيال بوسالم) ومسلسل (لاهوب)»، مشيراً إلى أنه متخصص في الكراكترات التي يرسمها له الفنان عبدالحسين عبدالرضا. واعتبر أن دوره في مسلسل «التنديل» ليس كبيراً، ولكنه قدم شخصية تمنى أن يلقى من خلاله قبول الجمهور لأنه ما زال هاوياً، وليس محترفاً التمثيل، وكان يقول: «أشعر بالسعادة عندما أشارك في عمل فني وتُزاد مساحة المشاركة كما حدث في مسرحيتي (عزوبي السالمية) و(بساط الفقر)».

وقد نعى الفنان الكبير عبدالحسين عبدالرضا الفنان الراحل عبر «الراي»، قائلاً: «كان مخلصاً لفنه وبارعاً في أداء أدواره، وتشاركنا العديد من الأعمال، وفقدت الساحة الفنية الكويتية برحيله أحد أعمدتها ورموزها الذين أثروا الفن الكويتي بأعمال خالدة رسخت في أذهان المشاهدين، أعزي أسرة الفقيد، وأدعو الله أن يلهمهم الصبر والسلوان».

فيما نعته الفنانة القديرة حياة الفهد، قائلة: «قدمنا معا مسرحية (قناص خيطان) وسافرنا إلى عمان لعرضها هناك، وقد كان الراحل نموذجاً نادراً للفنان المتجاوب والمطيع في العمل، وكان يصل إلى المسرح قبل الجميع، وهو شخص هادئ في الكواليس، لكن عندما يعتلي خشبة المسرح يقدم الكراكتر بالشكل المطلوب، ومن الفنانين القلائل الذين أجادوا تقديم الشخصيات الصعبة، ولا نملك الآن سوى الدعاء له».

بدوره، قال الشيخ دعيج الخليفة الصباح: «كان رحمه الله فناناً قديراً قدم الكثير للفن الكويتي، وبصماته ستظل خالدة خاصة في مسرحياته التي شارك فيها إلى جانب عملاق المسرح الفنان عبد الحسين عبد الرضا، ومنها مسرحية (سيف العرب)، وقد قدم الراحل رحمه الله الكثير للساحة الفنية».

ووصفت الكاتبة عواطف البدر الراحل بأنه «ملتزم ودمث الخلق ومحافظ على مواعيد عمله ويأتي قبل التصوير بفترة كبيرة»، مشيرة إلى أنه معها في مسلسلي «المصير»، و«إلى أبي وأمي مع التحية»، وهو من الشخصيات القليلة التي تعمل بإخلاص في الساحة الفنية، ومعتبرة أن فقدانه يعد خسارة كبيرة، وداعية الله أن يغفر له ويلهم أهله الصبر والسلوان.

من جانبه، اعتبر نائب رئيس نقابة الفنانين الدكتور نبيل الفيلكاوي وفاة عبد الرسول خسارة كبيرة للوسط الفني، مثمنا ما كان يتمتع به من خلق حسن والتزام ومهنية كبيرة، مشيراً إلى أن أعماله تعد نموذجاً مشرفاً للفن الكويتي، ومتقدماً باسم نقابة الفنانين بخالص العزاء إلى ذويه.

وقال رئيس فرقة المسرح العربي الفنان أحمد فؤاد الشطي «إن الراحل كان فناناً يحمل مواصفات خاصة، وقدم كراكترات صعبة للغاية، وكان ينتقي أعماله ولا يقبل أي عمل إلا إذا كان مؤثراً»، لافتاً إلى «أن أعماله جميعها يحفظها الجمهور عن ظهر قلب لتفانيه في أدائها»، ومتقدماً باسم فرقة المسرح العربي إلى أسرته بخالص العزاء والمواساة.

فن ون -الرأي

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*