آخر الاخبار

في حفل ضخم أقيم على مسرح عبدالحسين عبدالرضا بالسالمية «المسرح العربي» افتتح دورته الثامنة بحضور أكثر من 400 ضيف

617698-689635

الشيخ سلمان الحمود ملقياً كلمة
فن ون – الانباء

برفقة عوض الدوخي وعايشة المرطة وغيرهما الكثير من أهل الفن الكويتي، افتتح مساء أمس الأول مهرجان المسرح العربي في الدورة الثامنة التي تستضيفها الكويت، على مسرح عبدالحسين عبدالرضا في السالمية، بحضور وزير الإعلام ووزير الدولة لشؤون الشباب الشيخ سلمان الحمود، ممثلا عن سمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد، وم.علي اليوحة الأمين العام لمجلس الثقافة والفنون والآداب والعملاق عبدالحسين عبدالرضا نقيب الفنانين الكويتيين، وعدد من الفنانين منهم: سعاد عبدالله ومحمد المنصور والكاتبة عواطف البدر وعبدالرحمن العقل وأحمد السلمان وفيصل العميري ومحمد الرمضان ومحمد الحملي وأحلام حسن وغيرهم من ضيوف الكويت والمهرجان من أهم مسرحيي الوطن العربي، مثل: توفيق الجبالي وفاضل الجعايبي من تونس وخالد جلال ود.أشرف زكي نقيب الفنانين المصريين، والفنان رفيق علي أحمد من لبنان، والفنان صلاح الملا من قطر وآخرين.

حرص مخرج الحفل الفنان خالد أمين على تقديم مجموعة من الأغنيات التي تعلقت في ذهن الجمهور، من خلال مجموعة من الفنانين الشباب الذين جسدوا روح شخصيات فنية مشهورة، مثل عودة مهنا وليلى عبدالعزيز وغيرهم، لمصاحبة الجمهور منذ لحظة وصولهم وحتى جلوسهم على مقاعدهم والاستمتاع بأشهر أغنياتهم، حتى وصلت لحظة الافتتاح، حيث قدم الحفل الفنانان حمد الرجيب وصقر الرشود، اللذان رحبا بالحضور، ليلقي بعدها ممثل سمو الأمير، الشيخ سلمان الحمود كلمته والتي نقل من خلالها تمنيات سمو الأمير بالتوفيق والسداد لهذا الملتقى المسرحي العربي بما يخدم قضايا الأمة وينشر رسالة التنوير المسرحية على المستويين الوطني والقومي، لإثراء فكر الثقافة والمعرفة.

كما تقدم الشيخ سلمان بأسمى آيات التقدير والامتنان للشيخ سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى لاتحاد دولة الإمارات العربية المتحدة حاكم إمارة الشارقة والمؤسس والرئيس الأعلى للهيئة العربية للمسرح، على مبادرات سموه الدائمة والداعمة لمسيرة المسرح العربي.

واختتم وزير الإعلام ووزير الدولة لشؤون الشباب الشيخ سلمان الحمود كلمته، مؤكدا أن رعاية المسرحيين الشباب وصقل مواهبهم وتطوير قدراتهم وإمكاناتهم الفنية يعد رسالة إنسانية غاية في الأهمية ويحملها رواد ونجوم المسرح العربي من أجل جيل مسرحي قادر على حمل الراية ومواصلة الرسالة بكل اقتدار، وقال: «مثل هذه الملتقيات هي حلقة الوصل والتواصل بين جيل الرواد والنجوم وجيل الشباب».

أما اسماعيل عبدالله، الأمين العام للهيئة العربية للمسرح، فأكد في كلمته أن صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي يتابع بكل اهتمام تفاصيل هذا الحدث الضخم، متوجها بالشكر لسمو أمير الكويت على رعايته للمهرجان، وتابع: «للكويت مكانة خاصة، فهي التي ساهمت في بناء ثروة الوطن العربي الثقافية على مدار ستة عقود، فلا توجد مكتبة صغرت أم كبرت إلا وفيها مجلة العربي وعالم المعرفة، وما من مسرحي إلا وكانت سلسلة المسرح العالمي زاده وزواده».

فيما قال المسرحي الكبير زيناتي قدسية، كبير المسرحيين العرب: توقي وشغفي كبير لهذا اللقاء الذي دعته إليه الشارقة المشرقة، المدينة المنارة، مركز الذوق الفني الرفيع، ممثلة في هيئتها العربية للمسرح، لنحج جميعنا لواحة الثقافة والعلوم والابداع العربي والانساني المتواجد في بيتنا العربي الكويتي العريق والأصيل، بيت الأمن والسلام« مضيفا »إن كان للشعوب برلمانات، فإن المسرح هو برلمان الثقافة الشعبية من دون منازع.

وتلا هذه الكلمات الجميلة عرض مسرحي، شاهده ضيوف الكويت الذين تجاوز عددهم 400 ضيف، وقدم العرض بانوراما لأهم المسرحيات التي قدمت في تاريخ المسرح الكويتي والتي لم تخل من عدد من الإسقاطات السياسية والاجتماعية عن واقع الحياة التي كان يعيشها الأبطال وتنبأت بها بما سيحدث في عالمنا الحالي، مثل «السدرة» و«باي باي لندن» و«حامي الديار» و«حفلة على الخازوق» و«كازينو أم عنبر» و«30 يوم حب» و«ضاع الديك»، والتي جمع فيها المخرج خالد أمين أبرز المشاهد التي قدمت في هذه الاعمال والتي أثرت في الجمهور بشكل كبير، وكان مضمونها ومحتواها يحكي واقع هذا الزمان الذي قدمت فيه، بل أيضا كان بها الكثير من التوقع لما يحدث في عالمنا العربي في الوقت الراهن، وتجسد ذلك في المشهد الأخير الذي قدم في العرض المسرحي، والمأخوذ من المشهد الأخير لمسرحية «حفلة على الخازوق»، حيث يجتمع كل الأبطال في خزانة واحدة يتحدثون فيها عن العصر الذي يعيشه كل منهم، ليخبرهم المتفرج الذي تابعهم على مر العصور، حينما يتساءلون عن مكانهم، بأنهم في المكان الوحيد الذي اجتمع فيه العرب دون خلاف وهو المسرح.

توفيق الجبالي: مسرح «تياترو» فضاء للابتكار

ضمن أنشطة مهرجان المسرح العربي الدورة الثامنة الذي تنظمه الهيئة العربية للمسرح بالتعاون مع المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، استضاف المركز الصحافي المخرج التونسي توفيق الجبالي للحديث عن مسرح «تياترو» ومسرحية «التابعة» التي يشارك بها في المهرجان، وأدار المؤتمر الزميل عبد الستار ناجي، مستعرضا مسيرة المخرج توفيق الجبالي الحافلة بالنجاحات والانجازات والمستمرة على مدى يزيد على 50 عاما، والذي يعد هامة كبيرة في الوطن العربي.

وفي البداية، أوضح المخرج توفيق الجبالي أن مسرح «تياترو» له علاقات حميمية بالكويت، وقال: «كان هناك قانون في تونس يفرض على المؤسسات السياحية عمل فضاء مسرحي بها، وكان هناك فندق برأسمال مشترك كويتي – تونسي، ووقتها التقيت المسؤول الكويتي ورحب بالفكرة، في الوقت الذي رفضه الشريك التونسي، وتم عمل مسرح «تياترو» في ذلك المشروع حتى انه قيل وقتها ان الكويت تدعم مسرح «تياترو» بالكامل، وعندما وقعت الحرب على الكويت كنا ممن دافعوا عنها لإيماننا بقضيتها العادلة».

وتابع الجبالي: «مسرح «تياترو» تأسس عام 1987، وهو مسرح ملتزم ويعتبر من الفضاءات النادرة بسبب تهميش المؤسسة الثقافية من جهة، وقلة الفرص لتأمين فضاء يعتمد على موارده الخاصة بغض النظر عن سياسة الدولة من جهة أخرى، ونشأ «تياترو» بموارد مالية متواضعة جدا واستمر كفضاء للابتكار واحتضان كل التجارب الفنية الطريفة، من رقص ومسرح، بطريقة تطوعية منفتحة، ونجحنا في مراوغة الرقابة باتخاذ أساليب التعبير المجازي والابتعاد عن الزوابع، معتمدين على الكسل الفكري والغباء البيروقراطي للهيئات الرقابية المتتالية، ما جنبنا المضايقات والتصادم المباشر مع النظام».

«سيد الوقت».. تجربة مسرحية ثرية بنجوم شابة

استضاف المركز الصحافي لمهرجان المسرح العربي الثامن فريق عمل العرض المسرحي المصري «سيد الوقت»، وذلك بحضور كل من اسماعيل مختار مدير مسرح الغد والمخرج ناصر عبدالمنعم والمؤلف محمد فريد أبوسعدة، وادار المؤتمر رئيس المركز الإعلامي مفرح الشمري.

في البداية اعرب اسماعيل مختار عن سعادته للمشاركة في «سيد الوقت» ضمن الدورة الثامنة من مهرجان المسرح العربي، مشيرا الى أن هذا العمل تم عرضه من قبل في القاهرة والإسكندرية، وهو من انتاج فرقة مسرح الغد، التي تحرص على تقديم نصوص مصرية باللغة العربية، وهو من الأعمال التي تهتم بقضايا الانسان المصري والمعاصر، وتابع: «يناقش العمل حرية الرأي والاعتقاد، وأن الدم فتنة لا تنتهي، فالعمل قادر على خلق أجواء جديدة في تفكيرنا تجاه أساسيات نعتقد أنها بديهيات، وهي تريد اعادة صياغة وانتاج حسب اللحظة، فمسرح الغد ينتج مثل هذه النوعية لنشر الوعي الثقافي والجمالي والبحث عن مفردات جديدة للانسان العربي المعاصر».

وتابع مختار: «العرض المسرحي كان متاحا للجميع وللشارع المصري، وكان مقصودا في تلك الفترة تقديم نص صادم، لحدوث زلزلة لدى المتفرج العربي ما خلق لدى المتلقي حالة من الدهشة واستيعاب حالة الجرأة التي تقدم على مستوى التأليف والإخراج والإبداع التمثيلي».

من جانبه قال مخرج العمل ناصر عبدالمنعم: «تأسست فرقة مسرح الغد في عام 1993، وهي من الفرق المسرحية المحترفة التي لها باع فني كبير، والتي تندرج تحث مظلة البيت الفني للمسرح التابعة لوزارة الثقافة، وقدمت العديد من الأعمال، وان كان هذا العمل هو أول لقاء يجمع بينه وبين مؤلف النص أبوسعدة من خلال بحثه في قضية ما، وصولا الى قضية التعرض للقتل نتيجة اختلاف الرأي، والنص يبحث في قضية شهاب المواردي الذي تعرض للقتل بسبب خلاف في الرأي».

وأضاف عبدالمنعم: «قدم هذا العرض في القاهرة لمدة 45يوما، وفي الاسكندرية 15 ليلة خلال عام 2015، فهذه التجربة من أكثر التجارب ثراء من خلال التعامل مع الشباب، الذين بذلوا أكبر طاقتهم في هذا العمل المسرحي».

من جهته قال مؤلف النص محمد فريد أبوسعدة: «كنت مشغولا لأن أرى رموزا أخذت احترامها، وعندما نبحث جيدا نجد انها متورثة للدم، لذا كانت حالة البحث من خلال العنف وعدم قبول الآخر وصولا الى القتل، فما يحدث الآن هو ما سيحدث غدا مادام هناك عدم تقبل النقد والرأي الآخر والرغبة في الازاحة وعدم التصفية محاولا البحث في العقل العربي للوصول الى الچينات الدموية، فلماذا نوازي بين قداسة الله ورسوله وبين فقيه اجتهد وربما أخطا؟

واضاف أبوسعدة: الفنانون المسرحيون أصحاب الخبرة تحولوا الى سلعة، بعدما اثبتوا نجاحهم في وضعية ما، لذا البعض منهم وضعوا معايير وأسس في العمل المسرحي، بخلاف الحال لأمر النجوم الشباب وطموحاتهم وجهودهم وبحثهم المستمر في اثبات الذات، مؤكدا أن العمل المسرحي ثري بنجومه الشباب وفيه مزيج ما بين النجوم ذوي الخبرة والفنانين الشباب، وهم الذين مازالوا لم يحولوا الى سلعة فنية بعد كما هو متعارف عليه.

جميلة الشيحي: مسرحية «K.O» تحاكي العنف ضد المرأة

أكدت المؤلفة والممثلة التونسية جميلة الشيحي، في المؤتمر الصحافي الخاص في لمسرحية «K.O» من إنتاج المسرح الوطني التونسي، المشاركة في منافسات المسابقة الرسمية للمهرجان، أن تجربتها بدأت في المسرح ثم السينما والتلفزيون، لكن تبقى التجربة المسرحية هي الأهم بالنسبة لها كونها الفن الوحيد الذي يتعامل بالمباشرة مع المتلقي، حيث قدمت الكثير من الأعمال المسرحية منها «ثلاث نساء»، وهذه هي التجربة المسرحية الثالثة.

وعن فكرة مسرحية «K.O»، قالت الشيحي «الفكرة إنسانية، وتحمل موضوعا حساسا يحكي عن العنف المسلط على المرأة، اللفظي والجسدي، إلى جانب العنف السائد في تونس والعالم العربي، ورمزت إلى المرأة كونها ترمز إلى الوطن».

وتطرقت إلى تجربتها كمؤلفة، وأنها كممثلة تشعر بالتفاعل على خشبة المسرح والروح التمثيلية، وهي تؤمن بأن الصدق هو أهم عناصر الممثل المسرحي، إضافة إلى نظرتها إلى الرجل في النص الذي قدمته في العمل، خصوصا أن ما يهمها الطرح الجمالي بكل تجربة، وأن العمل يهم المرأة والرجل بالوقت نفسه، ويحكي على الإنسان بذاته.

وبينت الشيحي أن المشاهد الدموية في العالم العربي لا تواكبها الأفكار المسرحية، وقالت «الواقع أقوى بكثير من المسرحيات الموجودة، وأغلب تلك الأعمال التي قدمت بعد الثورة من الأعمال المسرحية أشبه بالمهزلة»، وتابعت «يفترض أن تكون هناك وقفة حازمة وعدم المجاملة على حساب المسرح في المهرجانات»، لافتة إلى أن النصوص موجودة لكن كيفية الطرح المسرحي هي المشكلة.

من جانبه، قال المخرج نعمان حمدة إنه تعامل مع الفنان فاضل الجعايبي بأكثر من تجربة كممثل، لافتا إلى أنه يهتم كثيرا على عمله كممثل، وان التعاون مع الفنانة جميلة الشيحي كزملاء وأصدقاء في كتابتها للنص وبطولتها للعمل، وكان أول لقاء بينهما في مسرحية «قصر الشوق» في عام 2010، وتوالت الأعمال بينهما حتى تجربة العمل الجديد المشارك في منافسات المهرجان.

وبين نعمان أن العمل يتناول حالة المرأة بنواح كثيرة، إلى جانب العنف الذي تتعرض له وما يجري في تونس وبلدان عربية أخرى، مؤكدا أن العنف بات لغة سائدة في العالم خصوصا من عنف «داعش» وغيره من المجموعات المتطرفة، موضحا أن اسم العمل يرمز إلى الضربة القاضية التي تحاكي العنف السائد.

وحول أزمة النص في المسرح قال حمدة «ليس هناك تحديث للكتابة وعوامل أخرى قد ساهمت في ندرة النصوص المسرحية الثرية»، متمنيا ألا يكون التعليل بعدم توافرها في التأثير على عناصر وأدوات المسرح، موضحا أن الصمت والإحساس هو نوع من اللغة الكتابية في المسرح.

617698-689628

نجوم الكويت في مقدمة الحضور

رفقة عوض الدوخي وعايشة المرطة وغيرهما الكثير من أهل الفن الكويتي، افتتح مساء أمس الأول مهرجان المسرح العربي في الدورة الثامنة التي تستضيفها الكويت، على مسرح عبدالحسين عبدالرضا في السالمية، بحضور وزير الإعلام ووزير الدولة لشؤون الشباب الشيخ سلمان الحمود، ممثلا عن سمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد، وم.علي اليوحة الأمين العام لمجلس الثقافة والفنون والآداب والعملاق عبدالحسين عبدالرضا نقيب الفنانين الكويتيين، وعدد من الفنانين منهم: سعاد عبدالله ومحمد المنصور والكاتبة عواطف البدر وعبدالرحمن العقل وأحمد السلمان وفيصل العميري ومحمد الرمضان ومحمد الحملي وأحلام حسن وغيرهم من ضيوف الكويت والمهرجان من أهم مسرحيي الوطن العربي، مثل: توفيق الجبالي وفاضل الجعايبي من تونس وخالد جلال ود.أشرف زكي نقيب الفنانين المصريين، والفنان رفيق علي أحمد من لبنان، والفنان صلاح الملا من قطر وآخرين.

حرص مخرج الحفل الفنان خالد أمين على تقديم مجموعة من الأغنيات التي تعلقت في ذهن الجمهور، من خلال مجموعة من الفنانين الشباب الذين جسدوا روح شخصيات فنية مشهورة، مثل عودة مهنا وليلى عبدالعزيز وغيرهم، لمصاحبة الجمهور منذ لحظة وصولهم وحتى جلوسهم على مقاعدهم والاستمتاع بأشهر أغنياتهم، حتى وصلت لحظة الافتتاح، حيث قدم الحفل الفنانان حمد الرجيب وصقر الرشود، اللذان رحبا بالحضور، ليلقي بعدها ممثل سمو الأمير، الشيخ سلمان الحمود كلمته والتي نقل من خلالها تمنيات سمو الأمير بالتوفيق والسداد لهذا الملتقى المسرحي العربي بما يخدم قضايا الأمة وينشر رسالة التنوير المسرحية على المستويين الوطني والقومي، لإثراء فكر الثقافة والمعرفة.

كما تقدم الشيخ سلمان بأسمى آيات التقدير والامتنان للشيخ سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى لاتحاد دولة الإمارات العربية المتحدة حاكم إمارة الشارقة والمؤسس والرئيس الأعلى للهيئة العربية للمسرح، على مبادرات سموه الدائمة والداعمة لمسيرة المسرح العربي.

واختتم وزير الإعلام ووزير الدولة لشؤون الشباب الشيخ سلمان الحمود كلمته، مؤكدا أن رعاية المسرحيين الشباب وصقل مواهبهم وتطوير قدراتهم وإمكاناتهم الفنية يعد رسالة إنسانية غاية في الأهمية ويحملها رواد ونجوم المسرح العربي من أجل جيل مسرحي قادر على حمل الراية ومواصلة الرسالة بكل اقتدار، وقال: «مثل هذه الملتقيات هي حلقة الوصل والتواصل بين جيل الرواد والنجوم وجيل الشباب».

أما اسماعيل عبدالله، الأمين العام للهيئة العربية للمسرح، فأكد في كلمته أن صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي يتابع بكل اهتمام تفاصيل هذا الحدث الضخم، متوجها بالشكر لسمو أمير الكويت على رعايته للمهرجان، وتابع: «للكويت مكانة خاصة، فهي التي ساهمت في بناء ثروة الوطن العربي الثقافية على مدار ستة عقود، فلا توجد مكتبة صغرت أم كبرت إلا وفيها مجلة العربي وعالم المعرفة، وما من مسرحي إلا وكانت سلسلة المسرح العالمي زاده وزواده».

فيما قال المسرحي الكبير زيناتي قدسية، كبير المسرحيين العرب: توقي وشغفي كبير لهذا اللقاء الذي دعته إليه الشارقة المشرقة، المدينة المنارة، مركز الذوق الفني الرفيع، ممثلة في هيئتها العربية للمسرح، لنحج جميعنا لواحة الثقافة والعلوم والابداع العربي والانساني المتواجد في بيتنا العربي الكويتي العريق والأصيل، بيت الأمن والسلام« مضيفا »إن كان للشعوب برلمانات، فإن المسرح هو برلمان الثقافة الشعبية من دون منازع.

وتلا هذه الكلمات الجميلة عرض مسرحي، شاهده ضيوف الكويت الذين تجاوز عددهم 400 ضيف، وقدم العرض بانوراما لأهم المسرحيات التي قدمت في تاريخ المسرح الكويتي والتي لم تخل من عدد من الإسقاطات السياسية والاجتماعية عن واقع الحياة التي كان يعيشها الأبطال وتنبأت بها بما سيحدث في عالمنا الحالي، مثل «السدرة» و«باي باي لندن» و«حامي الديار» و«حفلة على الخازوق» و«كازينو أم عنبر» و«30 يوم حب» و«ضاع الديك»، والتي جمع فيها المخرج خالد أمين أبرز المشاهد التي قدمت في هذه الاعمال والتي أثرت في الجمهور بشكل كبير، وكان مضمونها ومحتواها يحكي واقع هذا الزمان الذي قدمت فيه، بل أيضا كان بها الكثير من التوقع لما يحدث في عالمنا العربي في الوقت الراهن، وتجسد ذلك في المشهد الأخير الذي قدم في العرض المسرحي، والمأخوذ من المشهد الأخير لمسرحية «حفلة على الخازوق»، حيث يجتمع كل الأبطال في خزانة واحدة يتحدثون فيها عن العصر الذي يعيشه كل منهم، ليخبرهم المتفرج الذي تابعهم على مر العصور، حينما يتساءلون عن مكانهم، بأنهم في المكان الوحيد الذي اجتمع فيه العرب دون خلاف وهو المسرح.

توفيق الجبالي: مسرح «تياترو» فضاء للابتكار

ضمن أنشطة مهرجان المسرح العربي الدورة الثامنة الذي تنظمه الهيئة العربية للمسرح بالتعاون مع المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، استضاف المركز الصحافي المخرج التونسي توفيق الجبالي للحديث عن مسرح «تياترو» ومسرحية «التابعة» التي يشارك بها في المهرجان، وأدار المؤتمر الزميل عبد الستار ناجي، مستعرضا مسيرة المخرج توفيق الجبالي الحافلة بالنجاحات والانجازات والمستمرة على مدى يزيد على 50 عاما، والذي يعد هامة كبيرة في الوطن العربي.

وفي البداية، أوضح المخرج توفيق الجبالي أن مسرح «تياترو» له علاقات حميمية بالكويت، وقال: «كان هناك قانون في تونس يفرض على المؤسسات السياحية عمل فضاء مسرحي بها، وكان هناك فندق برأسمال مشترك كويتي – تونسي، ووقتها التقيت المسؤول الكويتي ورحب بالفكرة، في الوقت الذي رفضه الشريك التونسي، وتم عمل مسرح «تياترو» في ذلك المشروع حتى انه قيل وقتها ان الكويت تدعم مسرح «تياترو» بالكامل، وعندما وقعت الحرب على الكويت كنا ممن دافعوا عنها لإيماننا بقضيتها العادلة».

وتابع الجبالي: «مسرح «تياترو» تأسس عام 1987، وهو مسرح ملتزم ويعتبر من الفضاءات النادرة بسبب تهميش المؤسسة الثقافية من جهة، وقلة الفرص لتأمين فضاء يعتمد على موارده الخاصة بغض النظر عن سياسة الدولة من جهة أخرى، ونشأ «تياترو» بموارد مالية متواضعة جدا واستمر كفضاء للابتكار واحتضان كل التجارب الفنية الطريفة، من رقص ومسرح، بطريقة تطوعية منفتحة، ونجحنا في مراوغة الرقابة باتخاذ أساليب التعبير المجازي والابتعاد عن الزوابع، معتمدين على الكسل الفكري والغباء البيروقراطي للهيئات الرقابية المتتالية، ما جنبنا المضايقات والتصادم المباشر مع النظام».

«سيد الوقت».. تجربة مسرحية ثرية بنجوم شابة

استضاف المركز الصحافي لمهرجان المسرح العربي الثامن فريق عمل العرض المسرحي المصري «سيد الوقت»، وذلك بحضور كل من اسماعيل مختار مدير مسرح الغد والمخرج ناصر عبدالمنعم والمؤلف محمد فريد أبوسعدة، وادار المؤتمر رئيس المركز الإعلامي مفرح الشمري.

في البداية اعرب اسماعيل مختار عن سعادته للمشاركة في «سيد الوقت» ضمن الدورة الثامنة من مهرجان المسرح العربي، مشيرا الى أن هذا العمل تم عرضه من قبل في القاهرة والإسكندرية، وهو من انتاج فرقة مسرح الغد، التي تحرص على تقديم نصوص مصرية باللغة العربية، وهو من الأعمال التي تهتم بقضايا الانسان المصري والمعاصر، وتابع: «يناقش العمل حرية الرأي والاعتقاد، وأن الدم فتنة لا تنتهي، فالعمل قادر على خلق أجواء جديدة في تفكيرنا تجاه أساسيات نعتقد أنها بديهيات، وهي تريد اعادة صياغة وانتاج حسب اللحظة، فمسرح الغد ينتج مثل هذه النوعية لنشر الوعي الثقافي والجمالي والبحث عن مفردات جديدة للانسان العربي المعاصر».

وتابع مختار: «العرض المسرحي كان متاحا للجميع وللشارع المصري، وكان مقصودا في تلك الفترة تقديم نص صادم، لحدوث زلزلة لدى المتفرج العربي ما خلق لدى المتلقي حالة من الدهشة واستيعاب حالة الجرأة التي تقدم على مستوى التأليف والإخراج والإبداع التمثيلي».

من جانبه قال مخرج العمل ناصر عبدالمنعم: «تأسست فرقة مسرح الغد في عام 1993، وهي من الفرق المسرحية المحترفة التي لها باع فني كبير، والتي تندرج تحث مظلة البيت الفني للمسرح التابعة لوزارة الثقافة، وقدمت العديد من الأعمال، وان كان هذا العمل هو أول لقاء يجمع بينه وبين مؤلف النص أبوسعدة من خلال بحثه في قضية ما، وصولا الى قضية التعرض للقتل نتيجة اختلاف الرأي، والنص يبحث في قضية شهاب المواردي الذي تعرض للقتل بسبب خلاف في الرأي».

وأضاف عبدالمنعم: «قدم هذا العرض في القاهرة لمدة 45يوما، وفي الاسكندرية 15 ليلة خلال عام 2015، فهذه التجربة من أكثر التجارب ثراء من خلال التعامل مع الشباب، الذين بذلوا أكبر طاقتهم في هذا العمل المسرحي».

من جهته قال مؤلف النص محمد فريد أبوسعدة: «كنت مشغولا لأن أرى رموزا أخذت احترامها، وعندما نبحث جيدا نجد انها متورثة للدم، لذا كانت حالة البحث من خلال العنف وعدم قبول الآخر وصولا الى القتل، فما يحدث الآن هو ما سيحدث غدا مادام هناك عدم تقبل النقد والرأي الآخر والرغبة في الازاحة وعدم التصفية محاولا البحث في العقل العربي للوصول الى الچينات الدموية، فلماذا نوازي بين قداسة الله ورسوله وبين فقيه اجتهد وربما أخطا؟

واضاف أبوسعدة: الفنانون المسرحيون أصحاب الخبرة تحولوا الى سلعة، بعدما اثبتوا نجاحهم في وضعية ما، لذا البعض منهم وضعوا معايير وأسس في العمل المسرحي، بخلاف الحال لأمر النجوم الشباب وطموحاتهم وجهودهم وبحثهم المستمر في اثبات الذات، مؤكدا أن العمل المسرحي ثري بنجومه الشباب وفيه مزيج ما بين النجوم ذوي الخبرة والفنانين الشباب، وهم الذين مازالوا لم يحولوا الى سلعة فنية بعد كما هو متعارف عليه.

جميلة الشيحي: مسرحية «K.O» تحاكي العنف ضد المرأة

أكدت المؤلفة والممثلة التونسية جميلة الشيحي، في المؤتمر الصحافي الخاص في لمسرحية «K.O» من إنتاج المسرح الوطني التونسي، المشاركة في منافسات المسابقة الرسمية للمهرجان، أن تجربتها بدأت في المسرح ثم السينما والتلفزيون، لكن تبقى التجربة المسرحية هي الأهم بالنسبة لها كونها الفن الوحيد الذي يتعامل بالمباشرة مع المتلقي، حيث قدمت الكثير من الأعمال المسرحية منها «ثلاث نساء»، وهذه هي التجربة المسرحية الثالثة.

وعن فكرة مسرحية «K.O»، قالت الشيحي «الفكرة إنسانية، وتحمل موضوعا حساسا يحكي عن العنف المسلط على المرأة، اللفظي والجسدي، إلى جانب العنف السائد في تونس والعالم العربي، ورمزت إلى المرأة كونها ترمز إلى الوطن».

وتطرقت إلى تجربتها كمؤلفة، وأنها كممثلة تشعر بالتفاعل على خشبة المسرح والروح التمثيلية، وهي تؤمن بأن الصدق هو أهم عناصر الممثل المسرحي، إضافة إلى نظرتها إلى الرجل في النص الذي قدمته في العمل، خصوصا أن ما يهمها الطرح الجمالي بكل تجربة، وأن العمل يهم المرأة والرجل بالوقت نفسه، ويحكي على الإنسان بذاته.

وبينت الشيحي أن المشاهد الدموية في العالم العربي لا تواكبها الأفكار المسرحية، وقالت «الواقع أقوى بكثير من المسرحيات الموجودة، وأغلب تلك الأعمال التي قدمت بعد الثورة من الأعمال المسرحية أشبه بالمهزلة»، وتابعت «يفترض أن تكون هناك وقفة حازمة وعدم المجاملة على حساب المسرح في المهرجانات»، لافتة إلى أن النصوص موجودة لكن كيفية الطرح المسرحي هي المشكلة.

من جانبه، قال المخرج نعمان حمدة إنه تعامل مع الفنان فاضل الجعايبي بأكثر من تجربة كممثل، لافتا إلى أنه يهتم كثيرا على عمله كممثل، وان التعاون مع الفنانة جميلة الشيحي كزملاء وأصدقاء في كتابتها للنص وبطولتها للعمل، وكان أول لقاء بينهما في مسرحية «قصر الشوق» في عام 2010، وتوالت الأعمال بينهما حتى تجربة العمل الجديد المشارك في منافسات المهرجان.

وبين نعمان أن العمل يتناول حالة المرأة بنواح كثيرة، إلى جانب العنف الذي تتعرض له وما يجري في تونس وبلدان عربية أخرى، مؤكدا أن العنف بات لغة سائدة في العالم خصوصا من عنف «داعش» وغيره من المجموعات المتطرفة، موضحا أن اسم العمل يرمز إلى الضربة القاضية التي تحاكي العنف السائد.

وحول أزمة النص في المسرح قال حمدة «ليس هناك تحديث للكتابة وعوامل أخرى قد ساهمت في ندرة النصوص المسرحية الثرية»، متمنيا ألا يكون التعليل بعدم توافرها في التأثير على عناصر وأدوات المسرح، موضحا أن الصمت والإحساس هو نوع من اللغة الكتابية في المسرح.


617698-689626

حضور حاشد من الفنانين والاعلاميين الكويتيين والخليجيين والعرب في افتتاح الدورة الثامنة لمهرجان المسرح العربي

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*