آخر الاخبار

بسبب مظهره.. فنان عراقي عذب وقتل ورمي بمكب نفايات

m1-2

لم يكن يعلم أن حبه للفن ومواكبته للموضة واختلافه عن أقرانه في مظهره وتفكيره، سيودي بحياته يوماً ما، على يد ميليشيات تحاول فرض سيطرتها على الشارع خارج عن الدولة والقانون.

كرار نوشي، من مواليد 1990 ولديه 5 إخوة، فقر عائلته لم يساعده على إكمال دراسته المتوسطة، لكنه أصر على التعلم بشكل ذاتي دون مساعدة أحد، يهوى الفن بكل أشكاله، فهو رسام وممثل بالفطرة، شغفه بالتمثيل دفعه ليكوّن صداقات بالكثير من فناني المسرح، المسرح الذي وقف عليه آخر مرة قبل ساعات من اختطافه وقتله من قبل مجهولين.

عبدالله نوشي شقيق الضحية كرار، تحدث لـ “العربية.نت” عن حياة أخيه التي لم تكن سهلة أو ممتعة في يوم من الأيام، حيث كان كرار يشتغل كعامل في البناء وطلاء المنازل “مهنة يعرف عنها التعب وقلة مدخولها في العراق”، وذلك حتى يتمكن من سد ولو جزءا من حاجته وحاجة أهله المادية، إلى جانب أعمال أخرى غير ثابتة.

ونفى عبدالله أن يكون شقيقه قد تلقى تهديداً مباشراً بالقتل أو الخطف، لكن كرار كان يواجه انتقادات كثيرة لاذعة من قبل رواد مواقع التواصل الاجتماعي حول طريقة لبسه وطول شعره ولونه.

أخرجت بدايات كرار الفنية إلى الجمهور في سنة 2012، عندما شارك في منتدى للشباب بمنطقة الحسينية، وهناك يسكن كرار مع عائلته، وهي منطقة شعبية تقع على أطراف بغداد الشمالية، وكان في المنتدى فرع للفنون المسرحية، هناك صقل موهبته وعرف بفنه المسرحي الذي كان يمارسه بلغة الجسد بسبب لغته الضعيفة، إلا أنه لم يكمل دراسته، لكنه ما لبث أن عمل على تطويرها، وراح يسعى لتعلم لغات أخرى حتى يستطيع أن يوصل فنه لكل من تقع عينه على كرار في المسرح أو حتى عبر وسائل التواصل الاجتماعي.

وشارك كرار أيضاً في أعمال تطوعية عدة، كان أبرزها علم مسرحي للأطفال الأيتام، في محاولة منه لرسم البسمة على وجوههم كما كان يقول.

وحتى الآن لم يتم الكشف عن قاتلي كرار نوشي، الذين عذبوه بحز رقبته بالقلادة التي كان يرتديها، وبطعنات سكين في أماكن متفرقة من جسده وعبر كدمات كثيرة، قبل أن يضعوا في رأسه رصاصة واحدة كانت كفيلة بقتل طموح فنان شاب يرى في الحياة زوايا جميلة رغم قساوتها معه.

ورمى القاتلون جثة كرار في مكب للنفايات وسط بغداد بعد يومين من اختطافه، كل هذا ولم تعلن وزارة الداخلية حتى الآن عن الجهة المتهمة بالجريمة، وقالت إنها مستمرة في البحث عن كل ما يكشف خيوط القضية، من دون توجيه أصابع الاتهام إلى أي جهة تذكر.

فيما ألقت الجهات الأمنية وخلال أقل من سنة واحدة على أكثر من 300 شخص في بغداد يشكلون عصابات خطف، إلى جانب 166 شخصاً ينفذون عمليات سطو مسلح وقتل، الأمر الذي يشكل خطراً واضحاً وصريحاً على كل أهالي بغداد عموماً، ومن هم على خطى كرار نوشي بشكل خاص.

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*