آخر الاخبار

الكويتي مبارك الرشيدي يتأهل بـ73% من أصوات الجمهور في أول حلقات شاعر المليون

الشاعر الكويتي مبارك الفعم الرشيدي

في ليلة شعرية حاسمة عاشها شعراء وجمهور مسابقة “شاعر المليون”، إنطلقت مساء الثلاثاء، أولى حلقات المرحلة الثانية من برنامج “شاعر المليون” في موسمه الثامن، الذي تنطمه لجنة إدارة المهرجانات والبرامج الثقافية والتراثية في أبوظبي، في إطار استراتيجيتها الثقافية الهادفة لصون التراث وتعزيز الاهتمام بالأدب والشعر العربي.

وشهدت الحلقة التاسعة حضور كل من وصاحب السمو الملكي الأمير والشاعر سعود بن محمد العبدالله الفيصل، الشيخ ذياب بن طحنون بن محمد آل نهيان، والشيخ والشاعر محمد بن سلطان بن حمدان آل نهيان، والشيخ هزاع بن خليفة بن سلطان آل نهيان، ومعالي اللواء ركن طيّار فارس خلف المزروعي رئيس لجنة إدارة المهرجانات والبرامج الثقافية والتراثية بأبوظبي، وسعادة عيسى المزروعي نائب رئيس لجنة إدارة المهرجانات والبرامج الثقافية والتراثية في أبوظبي، وأعضاء اللجنة الاستشارية للبرنامج، وعدد من الضيوف وممثلين عن وسائل الإعلام المحلية والعربية.

الشيخ ذياب بن طحنون بن محمد آل نهيان، والشيخ والشاعر محمد بن سلطان بن حمدان آل نهيان، والشيخ هزاع بن خليفة بن سلطان آل نهيان،الأمير سعود بن محمد العبدالله الفيصل، ومعالي اللواء ركن طيّار فارس خلف المزروعي

وبدأت الحلقة بالإعلان عن المتأهل الـ 24 من المرحلة الأولى، وهو الشاعر الكويتي مبارك الفعم الرشيدي الذي حصل على 73% من تصويت الجمهور، لينضم إلى زميليه الشاعر الأردني صالح الصخري، والشاعر السوري مهنا الشمري اللذين سبقاه في التأهل من الحلقة الثامنة من خلال لجنة التحكيم المكونة من النقاد الدكتور غسان الحسن، وسلطان العميمي، وحمد السعيد.

ولتنتهي بذلك الجولة الأولى من البرنامج الذي تبث حلقاته على الهواء مباشرة من مسرح “شاطئ الراحة” عبر قناة الإمارات وقناة بينونة، وذلك بتأهل 24 شاعراً، منهم: خمسة شعراء من الإمارات هم: سالم بن كدح الراشدي، علي سالم الهاملي، حمد المزروعي، عبيد بن خصيف الكعبي، وبتول آل علي، وتسعة شعراء من السعودية هم: راشد بين قطيما المري، متعب الشراري، فواز الزناتي العنزي، مشاري سرهيد الرشيدي، مشعل العنزي، محمد العنزي، تهاني التميمي، نجم جزاع الأسلمي، صالح العنزي، وشاعرين من سلطمة عمان هما: حسن المعمري ونبهان الصلتي، وثلاثة شعراء من الكويت هم: أحمد بن شمروخ المطيري ومحمد الخطيمي الخالدي ومبارك الفعم الرشيدي، كما تأهل شاعران من سوريا هما: عبدالله الطائي ومهنا الماضي الشمري، ومن اليمن مانع الهميمي، ومن العراق زايد الضيف التميمي، ومن الأردن صالح الصخري.

المجاراة

وبعد إعلان النتيجة من قبل المقدمين أسمهان النقبي وحسين العامري تعرّف الجمهور الحاضر في المسرح على الشعراء الستة الذين بدأت معهم ثاني جولات المسابقة، بمشاركة الشاعرين السعوديين صالح العنزي وراشد بن قطيما المري، والإماراتي علي سالم الهاملي من الإمارات، والسوري عبدالله الطائي، والكويتي محمد الخطيمي الخالدي، وإلى جانبهم اليمني مانع الهميمي.

وألقى الشعراء الست المشاركين قصائدهم خلال الحلقة، بالإضافة إلى مجاراة أربعة أبيات للشاعر محمد بن سعيد الرقراقي المزروعي، حيث أشار أعضاء لجنة التحكيم إلى أن الجولة الثانية تستوجب من الشعراء أن يكونوا أكثر حزماً، خاصة وأن المنافسة كبيرة بين الشعراء، وبالتالي على المتنافسين اختيار قصائدهم بعناية، والتركيز في المجاراة، لأن الدرجات ستوضع على هذين المحورين، إلى جانب الحضور والإلقاء.

حسين العامري و اسمهان النقبي

وأعلنت لجنة التحكيم عن تأهل الشاعر الكويتي محمد الخطيمي الخالدي بحصوله على 45 درجة، ليكون بذلك أول الشعراء المتأهلين للمرحلة الثالثة من البرنامج، فيما ينتظر بقية شعراء الأمسية وهم (صالح العنزي، وعبدالله الطائي، ومانع الهميمي، راشد بن قطيما المري، وعلي سالم الهاملي)، إلى الحلقة القادمة التي يعلن خلالها عن فوز المتأهلين بتصويت الجمهور.

 الأمير الشاعر

استضاف البرنامج خلال حلقة الأمس صاحب السمو الملكي الأمير والشاعر سعود بن محمد العبدالله الفيصل، وهو حفيد الشعر، كونه وريث أبيه محمد العبدالله الفيصل في الشعر، ووريث جده عبدالله الفيصل.

وقد تحدث الأمير حول أهمية منابر الشعر التي باتت تقدم نجومَ الشعر النبطي، كما الأمر بالنسبة لـ”شاعر المليون” الذي يضيف سنوياً إلى ساحة الشعر أكثر من 40 شاعراً، ومن بينهم شعراء الأمس الذين اعتبرهم نجوماً كباراً في ساحة الشعر النبطي.

وحول كتابة الأغنية أو القصيدة المغناة قال إن كتابتها تحتاج إلى اتباع أسلوب مختلف، خاصة وأنها تصل بسهولة أكبر من القصيدة العادية لمن هم من خارج منطقة الخليج، وبشكل عام تنحصر مهمة الشاعر في كتابة القصيدة، ليأتي دور الملحن والمغني، ليقدِّر إن كانت القصيدة صالحة لأن تكون أغنية.

وأشار خلال استضافته إلى أن بعض القصائد قد يستمر العمل عليها عدة سنوات، وهو ما حصل مع إحدى قصائده التي لحّنها الملحن سهم، وغناها ماجد المهندس مؤخراً بعد مرور 10 أعوام من الاشتغال عليها، لافتاً إلى أن جديده كثير، حيث سيتعاون مع عدة فنانين من بينهم عبدالمجيد عبدالله، وماجد المهندس.

الأمير سعود بن محمد العبدالله الفيصل

وقدم الشعراء الست قصائدهم أمام اللجنة وجمهور البرنامج،  والتي تناولت عدد من الموضوعات الإجتماعية ومواقف الرجولة والبطولة والقضايا العربية، والقصص المعبرة التي تحكي عن بيئة الشعراء.

 ووجد الدكتور غسان الحسن النص الذي ألقاه بن قطيما متواضعاً من ناحية الموضوع السهل، والصور المعروفة والمألوفة، وخاصة في الأبيات المرتبطة بالأخوة. أما أول بيتين من النص برأي د. الحسن فلا علاقة بينهما، كما لا علاقة لهما بالقصيدة.

من جانبه رأى الناقد سلطان العميمي أن القصيدة جيدة، فهي منبرية في جزء منها، وفي جزء آخر كانت قصيدة موقف، وفي جزء ثالث قصيدة مبادئ وقيم، ولمس أيضاً في القصيدة وجود ثلاثة أطراف تتمثل في ذات الشاعر، والأصدقاء والإخوة، وغير الأصدقاء كذلك، ومن حيث المستوى الشعري وجد الناقد أن الشاعر ذهب إلى التصوير الشعري القائم على الخيال كما في البيت (للهم بصدور النشاما صناديق/ والله ولو جار الزمن ما كسرها)، والبيت (لا شك لو عزمي علا قمة طويق/ النفس مارديتها من قدرها)، لكن ثمة أبيات فيها وصف مباشر كالتصوير الذي ورد في البيت (أتعب على كسب الرجال المطاليق/ اللي على الطاله بعيد نظرها)، إلى جانب الأبيات ذات القوالب الجاهزة.

فيما أشاد الناقد حمد السعيد أشاد بحضور راشد بن قطيما الذي ينتمي إلى المدرسة الأصيلة، وكذلك بالاختيار الذكي لموضوع النص الذي بناه الشاعر على طرق المسحوب، معتبراً أن المدخل الذي قال فيه بن قطيما (للهم بصدور النشاما صناديق/ والله ولو جار الزمن ما كسرها) جميل وسلس، وأن الرمزية بدت واضحة في البيت (ويا ابقيق ما يدله بش الا هل ابقيق/ ومن يهدم بيوت الشرف ما عمرها)، وكذلك في البيت (أهل الحكايا عند بيض الغرانيق/ على النقا والله ماجبنا خبرها)، وفيهما يتحدث الشاعر عن موضوع شخصي. ثم أعرب السعيد عن إعجابه بالصور التي جاء بها الشاعر، كالصورة التي جاءت في البيت (بين الحماد وبين بيض الصعافيق/ؤخرايمٍ ماعاد نعرف شجرهـا).

وقال الناقد حمد السعيد، إن الطائي باتت له بصمة تتمثل في الطروق الطويلة، ومع أنها تستهلك الشاعر، إلا أنه يبتعد جاهداً عن الحشو، ووجد الناقد أن موضوع النص الذي امتلأ بالحزن يلفت الانتباه، وكذلك الصور الجميلة المستمدة من بيئة الشاعر، كما الأمر بالنسبة للصورة التي جاءت في البيت (والا يا هل القرية فطمتوا طموحي فاتركوا درة السحله)، غير أن الموضوع برأي الناقد هو أكبر مما تناوله الشاعر.

وأكد د. غسان الحسن، أن الوزن الذي استخدمه الشاعر طويل جداً ومبتكر، وهو من دون شك من صنع الشاعر على وزن (فعولن مفاعيل) مكرر ثلاث مرات، وبالتالي فإن من الصعوبة ملء ذلك الوزن، في حين أن الصورة الشعرية بدت باهتة في الكم الكبير من الكلام، ثم إن الأسلوب في ملء الفراغات والمساحة الشعرية كان غريباً، حيث يأتي الشاعر بالفكرة، ثم يأتي بفكرة مجاورة، وهذا منهج الشاعر في النص، كما في العبارات: (خط الزمن، عيون الليل، أفك الرموز). وقال الناقد إن هذه الطريقة خطيرة، حيث تعمل على تفكيك العبارة الواحدة، ما يجعل الشطر الواحد مكوناً من عبارات قصيرة ومقاطع شعرية عديدة، الأمر الذي يجعل النص يتلعثم. منوهاً أن ذلك الأسلوب انعكس سلباً على الصور الشعرية التي جاءت جزئية ومتكررة، حرمت المتلقي من الصور التمثيلية المتكاملة.

أشار الناقد سلطان العميمي إلى أن الشاعر أتقن الكتابة على هذا الوزن، ولعل أهم التقاطة وجدها العميمي في النص تمثلت في حديث الشاعر عن السقف، معتبراً أن البيت الذي يصف فيه ذلك المشهد هو بداية النص، حيث بدأ التحول فيما جاء به الشاعر، وفي مستوى التصوير الشعري، أما الصورة الشعرية في النص – الذي اعتبره مثقفاً – فهي ممتدة على عدد من التراكيب اللغوية. ثم لفت الناقد إلى تكرار رمزين في النص، هما: (عيون، عين، عيوني)، و(الكف، إيدين، ألوح له)، ما يحيل المتلقي إلى مشهد بصري جميل جداً.

لقطة عامة

الهاملي وقصيدته “تنوّع في الأساليب”

وطرح الشاعر الإماراتي علي سالم الهاملي، من خلال قصيدته موضوع إجتماعي حول إحترام الوالدين في مكبرهم وقيام البعض بوضعهم في دار المسنين، والتي قال فيها:

إلى وين ناوي على الصد ةالترحال                   عن الشايب اللي عجف الايام موجعته

على سرج خيل العمر وصال وجال                 تحدى زمانه كل ما طاحت اقنعته

بعد ما دنا شوفه وعزمه وضعف الحال       حسافة على دار المسنين ودعته

بذل فيك راس المال يبغيك راس المال           سقاك القراح العذب والمر جرّعته

تجاهلت من ربّاك يوم الحمول ثقال             كتاب الغلا دسته برجلك ومزعته

 وقال د. غسان الحسن، إن النص تفوق على النص السابق الذي قدمه الشاعر في الجولة الأولى. حيث ذهب إلى موضوع اجتماعي، لكن التصوير الشعري فيه ظل متواضعاً. ولاحظ د. الحسن أن الشاعر ركز في نصه على الأب فقط، ولم يعطِ الأم حقها فيه. كما ذهب الشاعر إلى المقارنات مع قول الله تعالى، وذلك في البيت (تحسب المرايل لبس غترة ولبس عقال/ وكلام من أفواه المخاليق جمعته)، و(محبة الأبو والأم ما تنجزا بهمال/ ترا البر كتب الله علينا مشرعته)، وهما بيتان يوحيان بالواجب الديني تجاه الوالدين والبر بهما. وعلق د. الحسن على مفردة (الأبطال) التي وجدها ناشزة لا تنتمي للنص، لأن تضحيات الآباء والأمهات لها علاقة بالكفاح لا بالبطولة.

ورأى الناقد سلطان العميمي، أن القصيدة جميلة بمستواها الشعري، مع أن الموضوع تقليدي يتجه نحو النصح والوعظ، أو ما يسمى بالشعر الأخلاقي. ثم لفت إلى تنوع الأساليب الشعرية في النص، وإلى التصوير الشعري بما فيه من خيال ومباشرة وتعجب ونفي ونهي وأمر واستنكار، معتبراً أن ذلك جاء لصالح النص.

وبين الناقد حمد السعيد، أن الطرح يحسب للشاعر، وإن مطلع النص (إلى وين ناوي على الصد ةالترحال        عن الشايب اللي عجف الايام موجعته) يناسب أي فراق، وفيه تبلورالموضوع. مبدياً إعجابه بالبيتين (على سرج خيل العمر وصال وجال/ تحدى زمانه كل ما طاحت اقنعته)، والبيت الذي يليه أيضاً. فأبدع الشاعر صوراً شعرية جميلة، واتكأ على محسنات بديعية متميزة، كالتي وردت في الشطر (بذل فيك راس المال يبغيك راس المال)، ومن محبة الأب والأم انتقل الشاعر – في نصه الذي جاء على وزن المنكوس – من الحديث الشخصي إلى الحديث عن الآخرين، ليختم ببيت رائع تمثل في قول الشاعر (ألا زالت الدنيا وغدا الوزن بالمثقال/ رضاهم تعرف شكثر قدره ومنفعته).

الهميمي يلقي قصيدة “عيون صنعاء”

وتناول الشاعر اليمني مانع الهميمي، القضية اليمنية من خلال أبيات محملة بالتساؤلات، قال فيها:

لبيه يا داري من الريف للسيف             يا اصل العرب يا المترفه يا النظيفه

كنتي شتا ولشامنا رحلة الصيف          وجانا العذاب اللي بلانا بحيفه

ذل العزيز وفرق أهل ومواليف              وسطا على روس الأكارم بسيفه

واليوم شاب الراس من هو ما شيف    والجرح فاص ودم أهلنا نزيفه

الحرب نار وصاروا احبابنا ليف            تحرق ضنى وتشب ستر العفيفه

وتحدث سلطان العميمي عن موضوع القصيدة التي تناولت ارتباط الشاعر به، وهو ما عبر عنه في عدة أبيات من بينها (غابوا عن عيوني ربوع ومعاريف/ والعال الله وش بقى بالصحيفه)،و(يا سد مأرب عطني بماك تصريف/ أبكي ألم بعيون صنعاء الكفيفه). ووجد العميمي في النص مستويات مختلفة من الشاعرية، فالتصوير متداول كثيراً في الشطر (واليوم شاب الراس من هول ما شيف)، أما التصوير الجميل والعميق فيبرز في (يا سد مأرب عطني بماك تصريف)، وتمنى الناقد لو أن الخيال الشعري والتصوير المتميز كان أكثر. كما أشار العميمي إلى أن الشاعر لم يكن دقيقاً في اختيار بعض المفردات، مثل مفردة (النظيفه)، فهي – كما قال – ليست في ذات السياق، ولا من البئية الشعرية، وكذلك (وين حلو السواليف) لأن الحالة أكبر من ذلك بكثير، أما التساؤل في تلك العبارة فلا تعبّر عن قضية كبرى. ومن ناحية أخرة وجد العميمي أن النص كرر بعض الصور الشعرية، كما في الشطرين (غابوا عن عيوني ربوع ومعاريف)، و(ذل العزيز وفرق أهل ومواليف).

 وأكد الناقد حمد السعيد أن الشاعر أبدع وأحسن بتناوله موضوع اليمن المحزن والمؤلم بأبيات محملة بالتساؤلات، وبتوظيف ما جاء في الذكر الحكيم كما في البيت (كنتي شتا ولشامنا رحلة الصيف/ وجانا العذاب اللي بلانا بحيفه)، والاستناد إلى الواقع المؤلم لليمن وأهله، والذي عبر عنه الشاعر في عدة أبيات مثل (واليوم شاب الراس من هو ما شيف/ والجرح فاص ودم أهلنا نزيفه)، و(الحرب نار وصاروا احبابنا ليف/ تحرق ضنى وتشب ستر العفيفه)، إلى أن وصل الشاعر إلى البيت الأخير ليقول (يا سد مأرب عطني بمالك تصريف/ أبكي بعيون صنعاء الكفيفه).

ولفت انتباه د. غسان الحسن، إلى  أسلوب النص المتدرج للشاعر، حيث ذهب الشاعر إلى الماضي، وفيه وردت الأبيات قوية ومليئة بالشاعرية، أي المطلع (لبيه يا داري من الريف للسيف/ يا اصل العرب يا المترفه يا النظيفه)، والبيت التالي (كنتي شتا ولشامنا رحلة الصيف/ وجانا العذاب اللي بلانا بحيفه) الذي احتوى على سجع جميل. إلى أن وصل الشاعر إلى الحاضر، ليستمر الشعر متألقاً في وصف الواقع بما لدى الشاعر من صور شعرية جميلة رغم المآسي. بعدها التفت الشاعر ليتحدث عن ذاته ويستقرئ ما فيها، لكن الشاعرية خفتت في البيت (شاعرك لو كانت تجي له على الكيف/ يقسم همومك وإن طغت بالنصيف)، وكذلك خفتت شحنة الحزن في البيت (من كثر ما ذاق العناء بالصواديف/ ما عادت خطوب الليالي تخيفه)، وكأن الشاعر كبتها داخله.

الخالدي مع “خواتيم المصير”

وألقى الشاعر الكويتي محمد الخطيمي الخالدي قصيدة تميزت بجزالة النص الوجداني بما فيه من إبداع وثقافة دينية، حيث قال الشاعر:

يممت وجهي للحيا والديم والطهر الغزير               واستلهمت نفسي سما محرابها واسرارها

ساعة تجلّت بالرجا بردان أرجف مستجير              ليت الفرج خيم على بيبانها واسوارها

ان كان لشيمه وطن في وجه كفي بستخير                 وأنا خزيزة غايتي على جبين احرارها

جيت بشعور المغترب ما للمنافي من سفير                 استاحشتني ظلمتي واستوقدتني نارها

نجدين والطرقي عرف درب البصير امن الضرير      ناس تعزف أوتارها ناس سجود او تارها

أشار الناقد حمد السعيد إلى جزالة النص الوجداني بما فيه من إبداع وثقافة دينية، كما أشار إلى طرق الحداء الذي يخدم أي شاعر في الإلقاء، ولفت الناقد إلى ما في النص من صور مبتكرة هي من صنع الشاعر، وإلى المحسنات البديعية التي برزت في البيت (نجدين والطرقي عرف درب البصير امن الضرير/ ناس تعزف أوتارها ناس سجود او تارها).

ومن حانبه أكد د. غسان الحسن أن النص جميل بالرغم من أن الفكرة ليست من المبتكرات، ومع ذلك زينها الشاعر بما لديه من مقدرة شعرية منذ المطلع (يممت وجهي للحيا والديم والطهر الغزير/ واستلهمت نفسي سما محرابها واسرارها)، والشاعر يستلهم ذلك من النص القرآني، بوصف من يذهب إلى اليمين أو إلى اليسار والذي تقابله الآية (وهديناه النجدين)، وتحديداً سورة “فصّلت”، حيث “فصلت” اسم الآية، و”فصلت” المعاني وشروحها، كل ذلك جعل الشاعر يأتي بشعر لطيف، وبنص فيه مقابلات كبيرة تمثلت في الطباق المضاعف اللافت كما في البيت (يممت وجهي للحيا والديم والطهر الغزير/ واستلهمت نفسي سما محرابها واسراره)، والذي يقرع أذن المتلقي بما فيه من لفتة جمالية.

وأشار د. الحسن إلى ما في البيت (يا ذنب يا كبر الخطأ بعيون حيين الضمير/ هذي معاني فصّلت بآياتها وأنوارها)، حيث تقدير حجم الذنب مسألة نسبية، فالذنب الصغير هو من الكبائر بالنسبة للبعض، والكبائر لا تعني شيئاً بالنسبة لآخرين. ومما أعجب الناقد البيت الذي وصفه بالروعة (عزاه يا طرسٍ طوى صدر فرشته من حصير/ علق رجاه بغيمة أبطى شحيح أمطارها)، والبيت الذي انتهي فيه الشاعر بصورة من اللآية (إذا زلزلت الأرض زلزالها).

فيما ذكّرت القصيدة الناقد سلطان العميمي بما يكتبه الزاهدون من حيث الصور الشعرية الممتدة، كما في البيت (وأقول يالله رحمتك أكبر من اليوم العسير/ لا زلزلة زلزالها وابدت خفي اخبارها)، من ناحية أخرى وصف القصيدة بأنها جزلة ومتينة، وبناؤها مميز، أما الانتقال من بيت إلى آخر فكان سلساً. لافتاً إلى جمال البيت (ان كان لشيمه وطن في وجه كفي بستخير/وأنا خزيزة غايتي على جبين احرارها).

مجاراة  رموز الشعر

في كل حلقة من حلقات الجولة الثانية سيكتب الشعراء أبياتاً يجاررون فيها قصيدة أحد رموز الشعر، وليلة أمس كتبوا أبياتاً جاروا فيها الشاعر الإماراتي محمد بن سعيد الرقراقي المزروعي، وهو أحد شعراء الظفرة المخضرمين، والذي أدخل الربابة على الثقافة الشعبية الإماراتية، وشغل منصب رئيس مجلس شعراء البادية، وقدم في تلفزيون أبوظبي برنامج “شعراء القبائل في المنطقة الغربية”.

وليلة أمس استطاع الشعراء الستة تتبع قصيدة الرقراقي برأي أعضاء لجنة التحكيم، فقدموا أبياتاً جميلة ولها وقع مطرب رغم صعوبة القافية، وخدموا أبياتهم بالصور والمحسنات، وأتقنوا وأبدعوا فيما قدموا من شعر جزل.

في الحلقة الثانية

خلال أحداث الحلقة الثانية من المرحلة الثانية سيلتقي ستة شعراء ليتافسوا في طريقهم نحو البيرق، وهم فواز الزناتي العنزي وتهاني التميمي من السعودية، وعبيد بن خصيف الكعبي وسالم بن كدح الراشدي من الإمارات، ومن سلطنة عمان نبهان الصلتي، ومن الكويت أحمد بن شمروخ المطيري.

جولتان وحلقة ختامية

على مدار الحلقات الأربع التي تمثل الجولة الثانية والتي بدأت أولاها مساء الثلاثاء؛ يتنافس ستة شعراء في إلقاء كل واحد منهم قصيدته، شرط أن يحققوا معيارين أساسيين، أولهما ألا تقلّ القصيدة عن عشرة أبيات ولا تزيد عن اثني عشر بيتًا، وثانيهما: مجاراة رمز من رموز الشعر الإماراتي على مدار حلقات الجولة الثانية، فتطلب اللجنة من الشعراء قبل 24 ساعة من بدء الحلقة مجاراة أبيات شاعر محدد بأربع أبيات، موضوعاً ووزناً وقافية.

ويتأهل من كل حلقة ثلاثة شعراء، فإن أهّلت اللجنة شاعراً يبدأ الجمهور بالتصويت على مدار أسبوع ليؤهل الشاعرين الآخرَين، وإن أهّلت شاعرَين تبقى الفرصة متاحة لشاعر واحد فقط يؤهله الجمهور عبر التصويت.

ومع انتهاء الجولة الثانية يتأهل اثني عشر شاعراً إلى الجولة الثالثة، فيتنافسون على مدار حلقتين أيضاً، ليتأهل من كل حلقة ثلاثة شعراء، أحدهم تختاره اللجنة، والآخرَين يصوّت لهما الجمهور على مدار أسبوع.

وفي الجولة الثالثة والأخيرة يتنافس الشعراء الستة المتأهلين إلى الحلقة النهائية، والشاعر أقلّ الدرجات يخرج من المنافسة، في حين يستمر بقية الشعراء في التنافس على المراكز الخمسة.

ومع نهاية الحلقة الأخيرة يتم جمع درجات لجنة التحكيم مع نسب تصويت الجمهور، ومن ثم يتم ترتيب الدرجات والإعلان عن مراكز الشعراء الخمسة، ليحصل الخامس على مليون درهم، والرابع على مليوني درهم، والثالث على ثلاثة ملايين، والثاني على أربعة ملايين، أما لقب “شاعر المليون” فيذهب لصاحب المركز الأول الذي تصل جائزته المالية إلى خمسة ملايين درهم، كما يتسلّم “بيرق الشعر” من الفائز في الموسم السابع وهو الشاعر الكويتي راجح  نواف الحميداني.

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*