آخر الاخبار

شركة لبنانية تكشف فضيحة على السوشال ميديا… هكذا يدير الفنانون حروبهم الافتراضية

في عصر السوشال ميديا والإعلام البديل، لم يعد شراء المشاهير للمتابعين مسألة تثير الفضول، فقلّة فقط فضّلت الاكتفاء بما لديها، مقابل نجومٍ يشترون وينكرون أنّهم يفعلون، رغم يقينهم أنّ أحداً لا يصدّقهم.

القضيّة اليوم باتت في منحىً آخر، لماذا يشتري النجوم المتابعين؟ لماذا يعجز نجم على مستوى العالم العربي عن تحقيق الملايين الحقيقية على مواقع التواصل الاجتماعي؟ ما سبب قلّة التفاعل مع أشهر الفنانين بما فيهم مثيري الشغب والجدل؟ ما حقيقة الحروب التي تشنّ من حسابات وهمية؟ من يديرها ومن يقف وراءها وهل للفنانين أنفسهم يدٌ فيها؟

“عامر حلال”  الخبير في شؤون مواقع التواصل الاجتماعي، الذي يعمل كمدير للتواصل الاجتماعي في أكثر من شركة مرموقة في لبنان، والذي يمتلك برنامجاً ضخماً يدير من خلاله حملات إعلاميّة بطلب من مشاهير.

 

يقول عامر “أمتلك “سيرفير” هو عبارة عن برنامج، نقوم بتحميل حسابات من خلاله، ويضمّ مئة ألف حساب وهمي فتحت لأهداف معينة، مثل زيادة المتابعين، وزيادة التفاعل من لايك وريتويت وأيضاً ردود”.يؤكّد حلاّل أنّ معظم الفنانين يشترون حسابات وهمية لزيادة متابعيهم، إلا أنّ قلّة التفاعل مع التغريدات تفضح شراء المتابعين يقول “خذوا الفنانة إليسا مثالاً، لديها 13 مليون متابع، خسرت مليوناً منهم بسبب قيام فلتر على “تويتر” قبل أيام بشطب حسابات وهمية، وعادت واشترت بسرعة متابعين غيرهم، ادخلوا إلى حسابها واحسبوا كم ريتويت أو لايك تحصد عن كل تغريدة، وهل الأرقام التي تحصدها تتناسب مع 13 مليون شخص يتابعونها؟”.

يتابع “أعطيت إليسا مثالاَ لأنّها تملك العدد الأكبر من المتابعين لكن هذا الأمر ينطبق تقريباً على كل الفنانين، خذوا مثالاً الرئيس الأميركي دونالد ترامب الذي يتابعه عشرون مليون متابعٍ حقيقي، وكل تغريدة يكتبها يكون حجم التفاعل معها كبيراً قد يصل إلى مئة ألف ريتويت”.

 

ويشير حلاّل إلى أنّه يتعامل مع المشاهير يشترون منه متابعين، يقول “لن أذكر أسماء الفنانين هذه أدبيات العمل لكنّي سأتحدّث بشكل عام، يشتري الكثير من الفنانين لايك وريتويت بعدد معيّن لكل تغريدة، لكن تفضحهم حجم الردود على كل تغريدة، ونحن من خلال كبسة زر واحد في السيرفير نستطيع أن نملأ التغريدة ردوداً من الحسابات الوهمية التي نملكها وفي غضون دقائق باستطاعتنا أن نرمي مئة ردٍ تحت التغريدة ليبدو التفاعل معها حقيقياً”.
ويؤكّد حلال أنّ “هناك فنانات لديّهن 300 ألف متابع على “إنستغرام”، إلا أنّ صورهنّ لا تحصد أكثر من ألف لايك كحدٍ أقصى، يلجأن إلى شراء اللايكات من خلالنا”.

ويلفت حلال إلى أنّ بعض الحسابات حقيقيّة وفعالة، ولا يجوز أن تعمّم فكرة أن كل الفنانين يقومون بخداع الرأي العام.
نسأل حلال “ما الذي يمنع نجماً عربياً لديه جمهور في كل الدول العربية من تحقيق الملايين عبر مواقع التواصل الاجتماعي؟”.

يقول “الملايين رقم خيالي، مؤسّس “تويتر” نفسه لديه أربعة ملايين متابع فحسب.”.
وعن سبب اضطرار بعض الفنانين إلى شراء ريتويت ولايك نسأل عامر “هل يعقل أنّ فناناً عربياً جماهيرياً لا تحصد منشوراته تفاعلاً حقيقياً فيضطرّ إلى شراء ريتويت في حين أنّ حسابات أشخاص عاديين تحصد مئات الريتويت”.يقول ” شراء المتابعين يضعف الحساب، وكلما زاد الشراء كلّما خفّ التفاعل، لأنّ نظام السوشال ميديا يقوم بتوزيع التغريدة لعشرة بالمئة من متابعيك، فإذا كان لديك الكثير من الحسابات الوهمية، فإنّ التغريدة تذهب إلى خمسة أو ستة في المئة من تلك الحسابات ما يضعف التفاعل ويمنع الكثير من الحسابات الحقيقية من مشاهدة التغريدة للتفاعل معها”.

 

ويؤكد حلال أنّ الكثير من الصحافيين يشترون متابعين ثمّ يقومون بالتنظير على الفنانين بتهمة شراء متابعين، ويؤكّد أنّ الهدف من شراء المتابعين لدى الصحافيين يكون أن تؤخذ حساباتهم على محمل الجد، لأنّ ثمّة متابعين لا يفرقون بين الحسابات الوهمية والحسابات الحقيقيّة، ويقيّمون المغرّد من خلال عدد متابعيه.
ويلفت حلال إلى أنّ نتائج تصويت “تويتر” تخضع أيضاً لمبدأ البيع والشراء، ويؤكد أنّ الكثير من الفنانين يطلبون منه حسابات تصوّت لهم في استفتاء ما، فتصب كل الحسابات الوهمية من خلال السيرفير لصالحهم، دون أن تظهر عملية الغش للعلن لأنّ التصويت يظهر أرقام المصوّتين فقط لا حساباتهم.
ويؤكّد حلال أنّ معظم الحروب الفنيّة التي نشهدها على السوشال ميديا مبرمجة، يقول “بعض الحسابات حقيقيّة ولا يدفعها أحد للتغريد، لكن بالإجمال، قد يقوم فنان بطلب حسابات تهاجم زميلاً له، وفي غضون دقائق يقوم أكثر من 200 حساب بخوض حربٍ افتراضية لصالحه ضدّ زميل له بتوجيه شخصي منه”.
ويقول عامر إنّ الفنان بالعادة لا يطلب الأمر بصورة شخصية، بل عن طريق وكيل، وإنّ التعليقات التي يكتبها البعض تحت صورة فنان وتتضمّن الكثير من الشتائم والإهانات غير المبرّرة، تكون بمعظمها خاضعة لحروب الفنانين والحسابات الوهمية المدارة من جهة مختصّة.

ويؤكّد أيضاً أن أي هاشتاغ بإمكانه أن يصل إلى التراند بحكم تغريد بعض الحسابات عليه في وقت واحد، وأن ثمّة إمكانية لشراء تراند من “تويتر” نفسه لهاشتاغ بهدف الدعاية لشخصية ما أو لبرنامج أو لمحطة إعلامية، إلا أنّه لا ينكر أنّ بعض البرامج التلفزيونيّة تصبح تراند بسبب شعبيتها دون اعتمادها على ما يسميه بشراء الوهم.
وعن اليوتيوب يقول حلال إنّ كشف شراء المشاهدات على “يوتيوب” أمر صعب، ويرى أنّ السناب شات فشل لأنّه لا يعطي نسب مشاهدة، بالتالي لا يشعر الفنان فيه بتفوّقه.
وعن تغريدة كايلي جينر التي تسبّبت بخسارة 1.3 مليار دولار للسناب شات نسأل حلال “هل لدينا في العالم العربي فنان يملك هذا التأثير على مواقع التواصل الاجتماعي؟”.
يقول ” أخبرني أحد مديري “تويتر” أنّ الموقع عانى من خلل وتوقّف ربع ساعة خلال مهرجان فنّي ضخم حضره أشهر نجوم هوليوود بسبب ضغط الريتويت في الهاشتاغ المخصّص للمهرجان. في العالم العربي نحن أشبه بولاية أميركية واحدة، ليس لدينا فنان مؤثّر كما هي الحال لدى المشاهير العالميين الذين قد تحصد تغريداتهم مئة ألف ريتويت حقيقيّة”.

وعمّا إذا كان twitter audit يكشف حقيقة متابعي حسابٍ ما على “تويتر” يقول “لا هذا الأمر ليس دقيقاً لأنّ “تويتر” يعتبر كل حساب أنشىء من خط هاتف وليس من إيمايل حساباً وهمياً، حتى لو كان الحساب ناشطاً ولديه متابعون حقيقيون”.
ويضيف “حتى الحسابات التي لا تضع صورة بروفايل يعتبرها “تويتر” وهمية”.
نسأله “ما الهدف من أن تفضح عملك وتبعد عنك الفنانين؟”.
يقول “لا أفضح عملي بل أشرح لكم حقيقة ما يحصل على السوشال ميديا من خداع للرأي العام، وأنا أعلم تماماً أنّ هذا الأمر لن يؤثر في عملي، لأنّ بعض النجوم يصبحون مثل المدمنين، عندما يحصدون اليوم ألف ريتويت على تغريدة لن يقبلوا بخمسين ريتويت غداً وسيعودون إلينا”.
ويؤكّد حلال أنّ ما ينطبق على الفن ينطبق على كل المجالات حيث تشتعل حروب افتراضية وتوتّر الجو العام، داعياً إلى عدم تصديق كل ما يكتب السوشال ميديا لأنّ معظم الحملات التي تدار ليست بريئة ولها أهداف مشبوهة.

 

فن  ون – سيدتي

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*