آخر الاخبار

وداعًا “بطرس غالي ودعاً حسنين هيكل”.. جمعتهم الأهرام وفرقتهم السياسة

56c47bf1af4f71115_1455717361

فن ون – بوابة الوفد :

بين عشية وضحاها، فقد مصر اثنين من أحد أعمدتها، بعد صراع مع المرض، الدكتور بطرس غالي والأستاذ محمد حسنين هيكل، الذين جمعتهم عدة قواسم مشتركة، فكلاهما رجل سياسة ودولة، كانوا قريبين للغاية من مراكز اتخاذ القرار، وأثروا فى حاضر الوطن الذي نشهده.

 

وجمعتهم أيضًا جريدة الأهرام التى عملا بها الاثنان، وآخر ما جمعهم تخطيهم للتسعين وصراعهم مع المرض الذى آل بهم في نهاية المطاف، إلى الرحيل عن عالمنا في يوم واحد، ورغم تشابههم في عدة أمور، إلا أنهم اختلفا في السياسة، فكان هيكل من منتقدى سياسة أنور السادات، بينما عمل وتعاون معه الدكتور بطرس غالي.

 

فمساء أمس الثلاثاء، توفي الدكتور بطرس بطرس غالي، الدبلوماسي القديرا والخبيرا في القانون الدولي وكاتبا نُشرت مؤلفاته على نطاق واسع، وهو ما أهله لتبوُّء أرفع المناصب على المستويين الوطني والدولي، أول عربي يتولى منصب الأمين العام  للأمم المتحدة، عن عمر يناهز 94عام.

 

وكانت له إسهامات عديدة في مجالات القانون الدولي، وحقوق الإنسان، والتنمية الاقتصادية والاجتماعية، فضلاً عن مشاركته الفعالة في مفاوضات كامب ديفيد التي ساهمت في عودة سيناء إلى أحضان الوطن مرة أخرى.

 

استطاع غالي أن يصعد من وظيفته كأستاذ للقانون إلى منصب  الأمين العام السادس للأمم المتحدة للأعوام، ومن القانون للسياسة ومنها للصحافة، فكان رئيس تحرير العلوم الرئيسية وهى تصدر عن جريدة الأهرام، وكتب فى جريدة الأهرام الأقتصادى، وأيضا فى مجلة “السياسة الدولية”، وكتب العديد من المقالات فى الجرائد العربية والعالمية.

 

وعُين وزير الدولة للشئون الخارجية فى هذا الوقت صاحب الرئيس محمد أنور السادات فى رحلته إلى إسرائيل، وقد ساهم فى التفاوض على إقامة علاقة سلام بين مصر إسرائيل التى نتجت عنها معاهدة كامب دايفد للسلام.

 

وحصل غالي على الدكتوراه الفخرية من جامعة السويد، وعمل كرئيس للجمعية المصرية للقانون الدولى، ورئيس مركز الدراسات السياسية والاستراتيجية، وعضو مجلس الأمناء الإدارى الأكاديمية لاهاى للقانون الدولى، وعضو اللجنة العلمية للأكاديمية العالمية للسلام ، وعضوا مشاركا فى معهد الشؤون الدولية، ورئيس للمجلس الاعلى لحقوق الإنسان، والذي استقال منه في 2011م.

 

وتقرر إقامة جنازة عسكرية للدكتور بطرس غالي الأمين العام الأسبق للأمم المتحدة، ونعاه الرئيس عبد الفتاح السيسي، بإعتبار إن مصر والعالم أجمع فقدت اليوم قيمة وقامة سياسية وقانونية رفيعة.

 

والآخر هو الأستاذ والمعلم، محمد حسنسن هيكل، الذي توفي صباح اليوم الأربعاء، عن عمر يناهز 93عام،  أحد أشهر الصحفيين العرب، بالإضافة لأنه رجل سياسة من الدرجة الأولى، والذي قضى عمره مشتغلًا في بلاط صحابة الجلالة، وكان قريبًا للغاية من مراكز اتخاذ القرار، فهو موسوعة تتحدث وتنطق بأسرار لم يعرفها الكثيرون.

 

واشتغل في الصحافة منذ عام 1942، بالتحاقه بقسم الحوادث في صحيفة “الإيجيبشان جازيت”، وفي عام 1944 انتقل الأستاذ هيكل إلى “آخر ساعة”، ومنها إلى “أخبار اليوم” .

 

وفي أثناء حرب فلسطين 1948، قرر هيكل السفر إلى فلسطين، لتغطية الأحداث التي تجرى هناك، ونال خلال تلك الفترة جائزة “فاروق الأول للصحافة العربية”، عن سلسلة تحقيقات أجراها في قرية القرين بمحافظة الشرقية، التي انتشر فيها وباء «الكوليرا» بعنوان «الحياة في قرية الموت”.

 

وبعد ثورة 1952م، بدأت الصداقة بين “عبدالناصر” والأستاذ هيكل، واستطاع في سنوات قليلة أن يكون الصحفي المقرب من عبدالناصر، وفي خلال تلك الفترة تولى رئاسة تحرير “الأهرام” عام 1957، وبقي فيها 17 عامًا حتى 1974.

 

وتم تعيينه وزيراً للإعلام في العام 1970، ثم أضيفت إليه وزارة الخارجية لفترة أسبوعين في غياب وزيرها الأصلي محمود رياض، وبعد وفاة عبدالناصر في سبتمبر 1970، وتولى السادات رئاسة الجمهورية، جمعته علاقة طيبة به وكان من المؤيدين له.

 

وظلت علاقة هيكل بالسادات جيدة حتى حرب أكتوبر، وبعدها أعلن هيكل رفضه لطريقة تعامل السادات مع انتصار حرب أكتوبر سياسيًا، حيث رأى أنه أعطى للولايات المتحدة دورًا أكبر مما تستحقه، لينتهى الأمر بينهما إلى حد الخلاف، وسجن ضمن اعتقالات طالت كثيرين من المعارضين في سبتمبر 1981.

 

وتسبب محاضرة ألقاها هيكل فى الجامعة الأمريكية، عام 2002، في توتر العلاقة بين هيكل والرئيس الأسبق مبارك، حيث قال: “السلطة شاخت فى مواقعها، وهناك مخطط واضح لتوريث الحكم، ومهما كانت الصورة حلوة، فلابد أن نقول كفاية”.

 

وفي السنوات الأخيرة اتجه هيكل لإجراء حوارات سياسية شاملة مع فضائيات عربية ومصرية، تناول فيها بالتحليل والمعلومات قضايا كافة وأحداث الساعة، وكان آخرها حلقاته على فضائية “سي بي سي” المصرية التي كانت بعنوان “مصر إلى أين؟”، وأثارت جدلاً كبيراً.

 

وسيتم تشييع جثمان الكاتب الصحفي الكبير محمد حسنين هيكل، بعد صلاة العصر اليوم من مسجد الحسين.

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*