آخر الاخبار

في ليلة الاحتفاء بـ “الصقر”.. غاب طاري محمد الرشود .. ؟

إحتفى المعهد العالي للفنون المسرحية، بسيرة المخرج الكويتي الراحل الكبير صقر الرشود، مقدماً عملاً مسرحياً حمل اسم “الصقر”، تصدى لتقديمه طلاب سنة أولى بالمعهد، بينما تولى مهمة التأليف المبدع علاء الجابر، وأخرجه د. حسين الحكم، وعُرض على خشبة  “حمد الرجيب” بمقر المعهد.
حضر العرض رائدة مسرح الطفل عواطف البدر، الفنان القدير محمد المنصور، والروائية ليلى العثمان، ود. خالد عبداللطيف رمضان، والنجم طارق العلي، والشاعر د.خليفة الوقيان، ورئيس مجلس إدارة مسرح الخليج العربي ميثم بدر، وكان بإستقبالهم عميد المعهد العالي للفنون المسرحية د. علي العنزي، ولفيف من أعضاء هيئة التدريس بالمعهد وطلبة المعهد، والقائمون على الحركة الفنية والنقدية في الكويت، وكذلك حضرت شقيقة وبنات وأحفاد وإبن شقيقة الفقيد الراحل.

 

على خشبة المسرح، غلب لون الإضاءة الشاحب على المشهد، كأن المخرج أراد أن يعيدنا إلى مرحلة بعيدة حيث كان الرشود، اللهم إلا من ستائر في عمق المسرح تزينت ببعض الألوان، بينما خلا فضاء المسرح وجوانبه من أية ديكورات.

بُني العرض على طريقة الحكي، فعبر مجموعة ممثلين، لعبوا دور المجاميع ودور الكورال الغنائي أيضاً، يقف في منتصف مقدمة الخشبة صقر الرشود  الطالب “عبد الله البلوشي” ليحكي السيرة والقصة، كيف بدأ الراحل مسيرته وماذا درس، كيف ذهب إلى مصر ومتى عاد، هل كان هناك خلافٌ حقيقي بينه وبين زكي طليمات أم لا، كيف كان يوجه الممثلين، وماذا عن علاقته بالصحافة ؟، مرارته تجاه إغفال حقوقه الأدبية والمعنوية، وقراره الاستقرار في الإمارات، ووسط سير الأحداث تُعرض مادة فيلمية لفنانين يقدمون شهاداتهم عن الراحل.

 

إذا وضعنا محدودية خبرة فريق العمل، ورهان المؤلف والمخرج الجابر والحكم عليهم، وتفرد أداء بطل العرض عبدالله البلوشي الذي نجح في هضم ولبس شخصية الرشود، فلا شك أننا أمام عرض يستحق الإشادة، خاصة الأغنيات التي اشتهرت بها المسرحيات التي قدمها الراحل.
النقطة الفيصلية، وعلامة الاستفهام الكبيرة التي تتصدر العرض، والسؤال الذي عُلق في سماء المسرح ولم يجد من يجيبنا عنه…كيف لعمل يتناول سيرة رائد المسرح الكويتي صقر الرشود أن غياب إسم شقيقة الفنان الكبير محمد الرشود ؟؟، فالمؤلف علاء الجابر ليس بالهاوٍ، بل تميزه دقته السردية وتحريه الكامل عن السيرة، ومثابرته في الأعمال التي يتصدى لها، وإذا سلمنا أن الأمر لا يخرج عن كونه سهوٌ، لماذا تم تجاهل دعوة أبناء محمد الرشود “صقر وعبدالله وخواتهم ” كما هو الحال مع بنات صقر الرشود وابناء وشقيقته وإبن أخته ؟ .

 

توجهنا بسؤالنا هذا إلى مؤلف العرض علاء الجابر  فقال: ” لو لاحظت، العمل يتكلم عن حياة صقر الرشود التي انتهت عام ١٩٧٨، والمرحوم ابو صقر صديق عزيز، لكن كان في بداياته ولم يكن له تواجد فني واضح إلا بعد وفاة صقر، وما قبله كان تواجداً فنياً بسيطاً ثم إعتزل المسرح وتفرغ للتدريس، ثم إنطلق في الثمانينيات والتسعينيات حيث كانت شهرته التي لم يعرفها صقر لأنه كان متوفياً وقتها، وانا بالطبع أكن للراحل الصديق بو صقر كل الحب لكنني لا أتكلم عن كل أسرة صقر، بل اركز أساساً على مراحل سيرته الفنية وعائلته الصغيرة بما يعكس وجودها من أثر درامي، أما الدعوة للحضور، فبعد بحثٍ وعناء توصلت بالكاد لإبنة الراحل وهي من دعت عمتها وأسرتها، وكنت أعرف بو صقر وكانت تربطني به علاقة جميلة، ولا أعرف للأسف أحد من عائلته التي لها عندي كل الاحترام وكان يشرفني دعوتهم “.

 

رغم إحترامي وإمتناني لسرعة رد المؤلف علاء الجابر وأدبه ودماثة أخلاقه، يبقَ في الأمر نقطة غير واضحة، فأبناء محمد الرشود من دون شك هناك من يعرفهم داخل الوسط الفني خاصة ” مسرح الخليج” وأيضاً من جيل الكبار مثل الكاتب الكبير عبد العزيز السريع متعه الله بالصحة والعافية ، وهناك أيضا المخرج نجف كمال الذي لطالما عمل مع محمد الرشود ، وما زال موجوداً بيننا أطال الله في عمره، ثم ان صقر وعبدالله وخواتهم ابناء الراحل محمد الرشود موجودان واظنه من السهل الوصول إليهم  كما ذكرنا ، وأين بقية رفقاء درب صقر الرشود ؟ حياة الفهد وسعاد عبدالله وسعد الفرج وهيفاء عادل ..إلخ هل تمت دعوتهم وتخلفوا عن الحضور أم تم تجاهلهم؟.

 

حول سؤالي الأخير علق الجابر قائلًا: “بنفسي شخصيا دعيت سعاد وهيفاء واسمهان لأن لي معرفة شخصية مباشرة بهم، وإعتذروا لإرتباطهم بالتصوير، أما حياة وسعد فلا تربطني بهم علاقة مباشرة، ولكن حسبما علمت إن عميد المعهد تواصل معهم ولا أعرف ما حصل بالضبط”.

لا أشكك البتة في نوايا ومساعِ الجابر الطيبة نحو عائلة الرشود بأكملها،

 

أعلم أن المؤلف علاء الجابر كتب أيضا كلمات الأغنية التي قُدمت خلال العرض بصوت الفنان عادل الرويشد ، بل وقدم الملابس والأزياء كمشاركة مجانية منه إلى المعهد .

 هناك علامة استفهام كبيرة نتركها للقاريْ بعيداً عن المؤلف والمخرج ، أخشى ان تتحول تدريجياً إلى إستنكار من أبناء محمد الرشود في المستقبل القريب، ولكن كل الدلائل تشير إلى ثمة شيء يظل معلقًا، وتساؤلات يبدو أن قد تسبب الكثير من الحساسية بين فرعي آل الرشود، ولكننا نتساءل.. هل عدم وجود أي من أبناء محمد الرشود “صقر و عبدالله” وغياب طارية خلال العرض جاء على هوى أبناء ” الصقر” ؟ سؤال يحتاج إلى إجابة شافية…فمن يجيبنا عنه ؟.

أرَ أن من حقهم ان يجدوا إجابة شافية وصريحة ومباشرة حول الأمر الذي أثار لغطاً وجدلاً بين أروقة خشبة  “حمد الرجيب”  الأمر الذي كاد أن يُفسد الليلة برُمتها.

تقرير فن ون الخاص .. المعهد العالي للفنون المسرحية قدم مسرحية ” الصقر” عن سيرة الراحل الكبير صقر الرشود تأليف :علاء الجابر
إخراج د. حسبن الحكم
إشراف عام د .علي العنزي
شاهد لقاءات قبل وبعد العرض مع أسرتة الراحل و زملائة ونجوم العرض والنقاد والأكاديميين

كتابة : ياسر صديق – تصوير : يوسف حيتي – تقديم وإخراج : خالدالراشد

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*