آخر الاخبار

كارثة النقد الأكاديمي .. صرخة ثانية في وجه النقد ( المميت ) !! بقلم : يوسف الحمدان

الناقد البحريني يوسف الحمدان

الناقد البحريني يوسف الحمدان

 

عند اتجاه واحد في البوصلة ، لذا فهو عصي على من ارتكنت خلايا تفكيره إلى سطح المنقود دون بحث أو مشاخصة ..

 كثير يطلق عليهم نقاد ولكنهم في واقع الأمر هم أبعد ما يكونون عن النقد ، بل هم وللأسف الشديد من كرس آلية التعاطي النقدي السطحي والأفقي ..

 النقد ليس انتقام شخصي ، النقد مسئولية فكرية معاصرة على ضوئها ترتقي عقول وأمم ومن خلالها تتبلور وتتشكل رؤى وآفاق جديرة بالتأمل ..

يجب ان تتمتع ادارات المعاهد والاكاديميات المسرحية بقدر من الاستقلالية في اختيار طلبتها الموهوبين بعيدا عن ترشيحات الدول للبعثات والمنح كما كان يجري سابقا لان لذلك تبعاته السلبية على كثير من الموهوبين الذين حرموا فرصة الدراسة الاكاديمية ، ولنا أسوة بأكاديمية الشارقةللفنون الادائية وإن لم تعنى بمجال النقد المسرحي ، الا أنها حددت هويتها الأكاديمية العالمية البعيدة عن الفوضى المنهجية الانتقائية التي اعتمدتها أغلب الاكاديميات والمعاهد المسرحية في وطننا العربي والتي لا جدوى من دراساتها المنهجية المدرسية التي لا تضيف شيئا للطالب ومحتواه ، ومخرجاتها هو ما نراه ونلمسه اليوم أمامنا، خاصة في النقد التطبيقي الذي لم تتح له فرصة أن يتشكل بعيدا عن الأطر المنهجية المتبعة في هذه المعاهد والاكاديميات ، إضافة إلى رسائل الماجستير والدكتوراه التي أصبحت للأسف الشديد عبارة عن حفظ واملاءات يريدها المشرف على الرسالة وكما لو أنها رسالته الخاصة به لا رسالة من يشرف عليه ..!! 

 ان المعاهد والاكاديميات اصبحت اشبه بحكومات موازية في دكتاتوريتها الاكاديمية في المسرح ..

إن مستويات التدريس في هذه الأكاديميات والمعاهد لا تقوم بل ليست مؤسسة على رؤى واتجاهات ، ولا تتوفر على التنوع الاكاديمي المتكافئ كما هو نسبيا في تونس والمغرب ، لذا تكون المحصلة في نهاية الأمر مدرسية تلقينية بامتياز ، ونتاج هذا النوع من التدريس نقد عقيم ..!! 

وللاسف هناك من يعتقد بأن كل استاذ نقد بالاكاديمية بالضرورة ناقد وهذه مشكلة أيضا، إذ معها يتم نفي وإقصاء بعض النقاد الذين اثروا ساحتنا المسرحية برؤاهم بالرغم من عدم انخراطهم في سلك التدريس الأكاديمي ، ولعل أكثر من تخرج من أقسام النقد المسرحي لم يزاول هذا الاختصاص ، فهم ندرة حقا ،وأنا شخصيا واحد من بين كثير ممن تخرجوا من قسم النقد على دفعات متوالية والذين لم يمارسوا هذا الدور ، ولكن لم يبق في ءاكرتي من دروس النقد الاكاديمي 

  الا ما يذكرني بنسيانه ..

اعتقد أنه  آن الاوان لأن تغلق مثل هذه الاكاديميات والمعاهد المسرحية في وطننا العربي ابوابها لتعيد النظر في مناهجها وطرق تدريسها ونظمها الادارية والفنية المترهلة وفي مستوى طاقمها الاكاديمي والاداري وفي مرجعياتها القديمة .. إذ لا بد من الخروج عن القطيع كما ذهب إلى ذلك الفنان التشكيلي البولندي توماس كوبيرا في لوحته التي احتفي بها في صرختي هذه ..

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*